وفي مقابلة مع وكالة "إرنا" في لندن، قال ستيف بيل: "إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية بشرى سارة للغاية وقد حالت هذه الاتفاقية دون تحركات القوى المتحاربة لتكثيف الأعمال العدائية بين هذين الاقتصادين الكبيرين والدول المحيطية الأخرى في الخليج الفارسي".
وفي إشارة إلى أن هذا الاتفاق يمكن أن يصبح تعاوناً وثيقاً بين البلدين، أضاف:" خلال نظام الشاه كانت إيران والسعودية الركيزتين الاساسيتين للهيمنة الأمريكية على المنطقة،ولكن اليوم يمكن أن يصبح هذان البلدان ركيزتين من أركان السلام والازدهار والاستقلال في المنطقة."
لكن الخبير السياسي البريطاني، أضاف أنه لا يزال هناك طريق طويل لتحقيق ذلك وقبل أن يحدث ذلك يجب معالجة الخلافات حول قضايا مثل عملية "التطبيع" مع الكيان الصهيوني.كما ان النظام السعودي قد رفض التوقيع على ميثاق إبراهيم، وبالتأكيد إذا كان هناك من سيساعد في المصالحة بين أجزاء مختلفة من فلسطين، فهو إيران والمملكة العربية السعودية.
وفي اشارة الى حرب اليمن قال ستيف بيل:" لو كانت السعودية فقط في حالة حرب بدلاً من "تحالف دولي" لكانت الآفاق أكثر إشراقاً. وكما يبدو أن المصالح الرئيسية للسعودية تتمثل في التوصل إلى اتفاق مع أنصار الله أو أي حكومة شاملة لاحقة في اليمن. ومع ذلك ، فإن شركاء هذا التحالف في الإمارات لديهم أهداف مختلفة ويسعون على ما يبدو لتوفير قواعد دائمة في اليمن ، لا سيما في سلسلة من الموانئ وجزيرة سقطرى وجزر باب المندب."
وقد اشار الخبير السياسي الانكليزي الى ان الاتفاقية بين إيران والسعودية يمكن أن تساعد في حل دبلوماسي في اليمن على الرغم من خلافات بين القوات اليمنية المختلفة المدعومة من التحالف فيما يتعلق بشكل الدستور المستقبلي لليمن .
والجدير بالذكر انه و بعد شهور من المفاوضات ، اتفقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية على استئناف العلاقات الثنائية وإعادة فتح سفارتي البلدين.
وعقب زيارة آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير الماضي، بدأ امين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني مفاوضات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين يوم الاثنين 6 آذار/ مارس، بهدف متابعة اتفاقات زيارة الرئيس الايراني الى الصين وحل المشاكل بشكل نهائي بين طهران والرياض.
وفي ختام هذه المفاوضات ، في 10 آذار/ مارس 2023 ، تم التوقيع على بيان ثلاثي في بكين من قبل الادميرال "علي شمخاني" ،أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني ،ممثلاً المرشد الأعلى للثورة الاسلامية و"مساعد بن محمد العيبان" ، وزير للدولة وعضو مجلس الوزراء وعضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية وفي مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومستشار الأمن الوطني في المملكة السعودية، و "وانغ يي" عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية للحزب وعضو مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية.
يشير الاتفاق بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات الثنائية إلى تغييرات كبيرة في العلاقات الإقليمية والأحداث العالمية.
كما سيدفع ببعض الدول الأوروبية التي اتخذت مواقف متسرعة وغير مدروسة تجاه إيران في الأشهر الأخيرة إلى مراجعة مواقفها وسياستها الخارجية بعد الاتفاقات الأخيرة وفشل مشروع إيرانوفوبيا في اجتماع مجلس المحافظين.
انتهى**م.ر
تعليقك